ورش عمل

عرض ومناقشة تعريفات التنمية المستدامة منذ عام 1969 حتى 2015 

مقر الجمعية- القاهرة – 13 يوليو/ تموز 2019

ورقة موجزة

في غمار حالة الرواج الاقتصادي الواسع الذي ميز عقد الستينات، سواء على صعيد البلدان الصناعية المتقدمة أو البلدان النامية، حتى سمته الأمم المتحدة، بحق، عقد التنمية. وفي ظل عمليات ترتيب واسعة لحصاد تجارب النمو والتنمية سواء التي حققت قفزات، أو تلك التي استطاعت بالكاد تعديل مكونات الناتج، مع إتاحة بعض فرص العمل الحقيقية، وعلى كاهلها أضعاف من فرص العمل غير الحقيقية. وسط كل هذا الحصاد على اختلاف أشكاله، ظهر من يتكلم عن فكرة الاستدامة.
كان ظهور مفهوم التنمية المستدامة Sustainable Development عام 1969 أي سابقا على التحذير الصاعق لنظرية حدود النمو Limits To Growth عام 1971 تلك النظرية التي انطلقت من رواج استهلاك الستينات للموارد الطبيعية، وحددت من خلال النماذج الإحصائية حجم الأرصدة المتاحة من الثروات والموارد الطبيعية الناضبة، والمدى الزمني المتبقي لنفاذ كل منها في ظل معدلات الاستهلاك أو الاستخدام القائمة وقتئذٍ.
قد تكون قضية الاستدامة بديهية، تنطلق من هذا الأمل الإنساني المشروع في استمرار الحياة على الأرض، ولا نقل استمرار رفاهية الإنسان التي بني مقوماتها خلال المسيرة الحضارية لهذا النوع من الجنس الإنساني، أي حضارة ما بعد العصر المطير الأول، تلك المسيرة التي بلغ عمرها الآن أكثر من 15 ألف عام. ولا نكون متجاوزين بأي حال إذا قلنا أن هذا النوع من الجنس الإنساني صنع حضارة لم تصنعها من قبل أي أجناس إنسانية سابقة عليه. لذلك فإن لدينا هذا الطموح المشروع في استدامة الحياة، بل برفاهيتها أيضا.
تعددت تعريفات التنمية المستدامة وتشعبت، لكن صدور تقرير “مستقبلنا المشترك” عن اللجنة العالمية للنمية والبيئة عام 1987 ( المعروف عالميا باسم تقرير لجنة برونتلاند) كان حجر الزاوية في أدبيات الاستدامة، حتى أن أغلب الباحثين يقسمون تعريفات الاستدامة إلى ما قبل، وما بعد تقرير برونتلاند.
قبل برونتلاند لم تشتبك التعريفات مع المتغيرات الاقتصادية، وكانت في أغلبها أقرب إلى المواعظ والتحذيرات وتعميق المسئولية الأخلاقية تجاه الأجيال القادمة.
بعد برونتلاند، وبناء على إثارة التقرير لقضية تغيير مفهوم النمو، اتخذت تعريفات الاستدامة أو بالأحرى التنمية المستدامة أبعادا أكثر اشتباكا مع المفاهيم الاقتصادية ومشكلات التنمية، وأثير موضوعي الاستهلاك المستدام والإنتاج المستدام.
في عام 2008 شكلت أكاديمية العلوم الأمريكية لجنة لتأسيس علم جديد هو ” علم الاستدامة”. تعرف دورية PNAS ( Proceedings of the National Academy of Science of the United States of America) علم الاستدامة ” بأنه مجال بحثي مستحدث يهتم بالتفاعل بين النظم الطبيعية والاجتماعية، وكيف تؤثر هذه التفاعلات على تحدى الاستدامة: بمقابلة احتياجات الأجيال الحاضرة والمستقبلة، وفي نفس الوقت تقليل الفقر وصيانة النظم الداعمة للحياة على الكوكب”
ربما لا نفرق كثيرا بين مفهوم الاستدامة وبين التنمية المستدامة. لأن التنمية عملية شاملة لمتغيرات النظم الاجتماعية، ولا تفصل عن القاعدة الطبيعية للنشاط الاقتصادي بل والإنساني. لذلك تعد محاولة تأسيس علم للاستدامة انطلاقة هامة لوضع أسس علمية لفجر تغيرات مفاهيمية واسعة للنشاط الإنساني على كوكبنا.
اتجهنا في عرض مفاهيم التنمية المستدامة إلى تقسيم العرض إلى المجموعات التالية:
التنمية المستدامة في الوثائق الدولية
التنمية المستدامة من الوجهة الاقتصادية واستغلال الموارد
التنمية المستدامة وطاقة الحمل البيئي
التنمية المستدامة الضعيفة والتنمية المستدامة القوية
الاتجاه العالمي نحو الاستدامة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى